سورة البلد - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البلد)


        


{لا أقسم} المعنى: أقسم، و{لا} توكيدٌ. {بهذا البلد} يعني: مكَّة.
{وأنت} يا محمَّدُ {حلٌّ بهذا البلد} تصنع فيه ما تريد من القتل والأسر، أُحلَّت له مكَّةُ ساعةً من النَّهار يوم الفتح حتى قاتل وقتل من شاء.
{ووالدٍ} أقسم بآدم عليه السَّلام {وما ولد} وولده، و{ما} بمعنى مَنْ.
{لقد خلقنا الإِنسان في كبد} أَيْ: مشقَّةٍ يكابد أمر الدُّنيا والآخرة وشدائدهما. وقيل مُنتصباً معتدلاً.
{أيحسب أن لن يقدر عليه أحد} نزلت في رجلٍ من بني جمح يُكنى أبا الأشدين، كان يوصف بالقوَّة؛ فقال الله تعالى: أيحسب بقوَّته أن لن يقدر عليه أحدٌ، والله قادر عليه.


{يقول أهلكت مالاً} على عداوة محمد صلى الله عليه وسلم {لبداً} كثيراً بعضه على بعض، وهو كاذبٌ في ذلك، قال الله تعالى: {أيحسب أن لم يره أحد} في إنفاقه، فيعلم مقدار نفقته، ثمَّ ذكر ما يستدلُّ به على أنَّ الله تعالى قادرٌ عليه، وأَنْ يحصي عليه ما يعمله، فقال: {ألم نجعل له عينين}. {ولساناً وشفتين}.
{وهديناه النجدين} يقول: ألم نُعرِّفه طريق الخير وطريق الشَّرِّ.
{فلا اقتحم العقبة} أَيْ: لم يدخل العقبة، وهذا مَثَلٌ ضربه الله تعالى للمنفق في طاعة الله يحتاج أن يتحمَّل الكُلفة، كمَنْ يتكلَّف صعود العقبة، يقول: لم ينفق هذا الإنسان في طاعة الله شيئاً.
{وما أدراك ما العقبة} أَيْ: ما اقتحام العقبة، ثمَّ فسَّره فقال: {فك رقبة} وهو إخراجها من الرِّقِّ بالعون في ثمنها.
{أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبة} مجاعةٍ.
{يتيماً ذا مقربة} ذا قرابةٍ.
{أو مسكيناً ذا متربة} أَيْ: ذا فقرٍ قد لصق من فقره بالتُّراب.
{ثم كان من الذين آمنوا} أَيْ: كان مقتحم العقبة وفاكُّ الرَّقبة والمُطعم من الذين آمنوا؛ فإنَّه إنْ لم يكن منهم لم ينفعه قربةٌ {وتواصوا} أوصى بعضهم بعضاً {بالصبر} على طاعة الله تعالى {وتواصوا بالمرحمة} بالرَّحمة على الخلق.
{أولئك أصحاب الميمنة} مَنْ كان بهذه الصفة فهو من جملة أصحاب اليمين.
{والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة} أصحاب الشِّمال. وقيل في أصحاب اليمين: إنَّهم الميامين على أنفسهم، وفي أصحاب المشأمة: إنَّهم المشائيم على أنفسهم.
{عليهم نار مؤصدة} مُطَبقةٌ.